الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

سقط إحترام الثورة المصرية برائحتها العفنة و إنسياق أعمى

ربما يكون عنوان المقال لاذعا بعض الشئ و لكن هذا هو أقل ما يجب أن يقال عن الثورة المصرية بعد مرور ما يقارب العام على بدايتها و ربما لم تنتهى بعد ، و أنا أعرض ما بداخلى و ما أراه من جوانب كثيرة لا تجعل من هذه الثورة جديرة بأدنى حد من حدود الإحترام حتى و إن كانت قادرة على تغيير الكثير من واقع حال الشعب المصرى إن كانت قادرة على ذلك .
فقبل الثورة و على مدار الخمس أعوام الأخيرة منذ عام 2005 م ، و واقع مصر من سئ إلى أسوأ فى كل مجالات الحياة سياسيا و إقتصاديا و إعلاميا و أخلاقيا و حتى دينيا ..فالوضع بدأ فى الإنحدار إلى الهاوية بمنتهى السرعة و بوتيرة غير مسبوقة ،
ضاق كل الشعب المصرى بكل طبقاته بالحياة مثقفين و فلاحين و عمال و حرفيين و طلاب و انتشرت على نطاق واسع الإعتصامات الفئوية بمطالبها المحدودة و ارتفعت الأصوات فى آذان حكومة صماء و رئيس متهالك و ولد فاسد يعد نفسه لوراثة عرش أبيه غير مبال بشعب طحنه الفقر و العوز و لا بأنين أعرق بلاد الأرض حضارة من شدة المرض و لم يفكر يوما بصلاح حال البلد قدر ما عمل جاهدا ليرث ملكا لا يملكه أبيه .
فساد أخلاقى فى كل كوادر الدولة بداية من رئس الدولة و رئيس وزرائه و كل أفراد حزبه حتى أكثر الناس تهميشا من البسطاء ، فساد عام فساد بالضمائر و المبادئ ما ينذر بإنفجار الوضع فى كل مصر.
بداية الاعداد لثورة منظمة كانت عن طرق الإنترنت و تحديدا من خلال موقع الفيسبوك و بالأخص صفحة كلنا خالد سعيد التى إدعى كذبا وائل غنيم المدير الاقليمى لجوجل بالشرق الاوسط أنه أدمن الصفحة ( وثبت فيما بعد أنه عميل بالدليل القاطع و الصور و الفيديوهات ) ، و هنا لنا وقفة هل من المعقول أن تقوم ثورة شعب بأكمله من خلال الانترنت . بمعنى آخر هل شباب الفيسبوك هم من ملؤا ميادين مصر عن آخرها 25 يناير أم شعب بأكمله مثقفين و مهمشين و بسطاء ممن لا يعرفون كتابة حتى أسمهم ، فلماذا إذن يتم الاستيلاء علانية على ارادة شعب بأكمله و إختصار الثورة المصرية برمتها فى صفحة كلنا خالد سعيد و بعض حركات التغيير كحركة  ( شباب 6 إبريل ، التى تتقمص دو الديكتاتور القادم ، و لا تتنازل عن فرض شخص يرتضونه هم فقط على جموع الشعب الكاره له ) و يضربون عرض الحائط برأى الجماهير المصرية و يفرضون سطوة الميدان على الشعب و أنا أراهم لم يختلفوا كثيرا عن الحزب البائد بل ينقلون مصر من ديكتاتورية الى ديكتاتورية أعظم بنطاق أوسع و أشمل .
و العجيب ما يلقونه من مساندة إعلامية غير مسبوقة  لقادتهم أمثال وائل غنيم و أسماء محفوظ و أحمد ماهر الهارب إلى أمه أمريكا و يحدثهم و يحركهم من هناك مثله مثل الكثيرين من العملاء كعمر عفيفى و غيره و غيره ممن سال لعابهم كالكلاب أمام العظمة الأمريكية.
هؤلاء الكذابين الأفاقين مدعى الديمقراطية و التحرر . لا يؤمنون الا بما أمرتهم به المرأة العارية الغانية أمريكا و هو دفع مصر بأى ثمن إلى الفوضى و دثر القيادات و تدمير أجهزة الدولة و فرض ما تراه أمريكا من قيادات تناسب طموحاتها الاستعمارية فى الشرق الأوسط الجديد .
و أنا أرى أن مصر الأن لا يمكن فى وضعها الحالى تطبيق مبدأ ( المتهم برئ حتى تثبت إدانته ) بل على العكس تماما نحن نريدها بيضاء ناصعة و لنستبعد كل من حامت حولهم الشبهات فكذلك أمرنا أن نتقى الشبهات . تماما كما يريدون أن يفعلوا بكل أعضاء الحزب الواطى المنحل .
 ولا أعتقد أن هناك من لديه ذرة عقل يؤيد مشبوها بالعمالة و الخيانة ليكون وزيرا أو رئيسا لدولة أو حتى نقابة .
و مما يثير الدهشة و العجب أن الميدان هو من ثار لإقالة ( أحمد شفيق ) ليفرضوا بعده ( عصام شرف ) على المجلس العسكرى الذى لم يعترض و وافق على تعيينه فورا رئيسا للوزراء و ما هى الا بضعة أشهر ليثور ملاك الميدان مرة أخرى مطالبين بإقالة حكومة شرف ليس لتغيير مجلس الوزراء فقط بل لما هو أقوى هذه المرة بتشكيل مجلس رئاسى إنتقالى من الميدان يرأسه ( محمد البرادعى ) ، الذى يكرهه كل شعب مصر و العالم العربى وخاصة بعد كذبه فيما يتعلق بإعطائه غطاءا شرعيا للحرب على العراق
و فعلا لم أكن أصدق لولا  شاهدت العديد من فيديوهات تفضح كذبه و تزييفه للحقائق بشأن الملف العراقى لصالح العدوان الأمريكى البريطانى على العراق . فكيف لنا أن يحكمنا شخص كاذب ، اعتقد أنه لو حدث ستكون وصمة عار على جبين مصر لن تمحى من التاريخ أبد الدهر .ناهيك على تأثير ذلك على مصر من الناحية الإقليمية ، فالبرادعى ليس من الشخصيات المحبوبة على المستوى الإقليمى من كافة الدول العربية و بالأخص دول الجوار و لا يجد تأييدا سوى من إسرائيل و أمريكا العدوين اللدودين للعالم العربى مما سيفرض على مصر فى حين تولى البرادعى رئاسة الجمهورية عزلة إقليمية بحيث تتوفر للبرادعى الحجة لفتح المجال أمام إسرائيل للتطبيع الكامل مع مصر و هو جل ما يتمنونه .
فهذا ما تفعله أمريكا بالمنطقة فهى تعمل عملا حثيثا لخلق الحلفاء الجدد ، و هنا ياتى السؤال ... ألم يكن مبارك مواليا لأمريكا و إسرائيل و الجواب : نعم كان حليفا صديقا للدولتين و راعيا للسلام و ضامنا قويا لإتفاقية كامب ديفيد و لكن لم يرقى مستوى هذا الحليف إلى المستوى المطلوب الذى تطمح إليه الولايات المتحدة و منها رفض مبارك لطلب أمريكى بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أرض مصر بحجة حماية حلفائها بالمنطقة  و كان رده لاذعا .

لا أدافع عنه و لم أكن أحبه ولا ولده ولا مسئوليه و لا حكوماته و تشهد على ذلك تدويناتى السابقة منذ عام 2008 م ، و لكنى أكره أن تتحول مصر إلى لا شئ بعد أن كانت قائدة المنطقة و رائدتها على مدى عقود طويلة و لا أتمنى أن أرى مصر يوما تدار و تحكم بمجموعة من العملاء و لا أريد مصر مكروهة عربيا و مهمشة إقليميا و دوليا و لا أريدها ساقطة تتعرى من أجل لقمة العيش فليس هذا ما تستحقه مصر . و لكن هذا ما تريده بها أمريكا .
فأمريكا لا توزع الديمقراطية على الشعوب العربية فهى لا تريد لنا الديمقراطية أصلا و إن بدا ذلك ظاهرا إعلاميا بدعمها لما أطلقت عليه إسما جميلا ( الربيع العربى ) و أظنهم على حق بهذه التسمية فهو ربيعهم هم و قد أعطيناهم ما يريدون بمنتهى البساطة بغير جهد يذكر . منحنا أمريكا دولا بدون قيادات تعمها الفوضى و يغيب عنها الأمن و إقتصاد ينهار يوما بعد يوم أعطيناهم فوضاهم الخلاقة المرجوة ولا أجد مثالا واحدا للثورات العربية كلها ينفى ما أقول .

الرهان الحقيقى المتبقى لجذب مصر و سحبها الى الخلف قبل السقوط الى الهاوية ينحصر فقط على عاملين أساسيين فى مواجهة كل المخططات الأمريكية الصهيونية و هما :
أولا : الشعب المصرى  البعيد عن حملات الانترنت ، البسطاء من الناس و الكادحين الذين انكووا بنار الغلاء و الظروف المعيشية القاحلة هؤلاء تم استغلالهم سابقا و الاحتيال و الالتفاف على مطالبهم البسيطة التى خرجوا من أجلها و يجب ألا يسمحوا بإستغلالهم ثانيا  و ألا ينساقوا بهذا الشكل مرة ثانية فقد كان هتافهم الأول ( عيش ، حرية ، عدالة إجتماعية ) و إنقلب بفعل فاعل إلى ( الشعب يريد إسقاط النظام ) .
ثانيا :  المجلس العسكرى الذى  بكل ما أوتوا من قوة و يحاولون بكل قوة إقناع الناس أن المجلس العسكرى شئ منفصل عن الجيش تماما و أنه لا مساس أبدا بالجيش المصرى و هم كاذبين فقادة المجلس العسكرى هم أعلى قيادات الجيش و معنى التخلص منهم هو ما يريدونه لإحلالهم بمن هم أقل منهم خبرة و اكثر طمعا فى السلطة أو من نوعية البرادعى و رفاقه ممن لا يألون جهدا فى خدمة مصالح و مخططات أمريكا ،
الجيش المصرى هو آخر المؤسسات القوية المحترمة فى الدولة المصرية الذى تسعى قوى عدة الى هزيمة الجيش فى داخل مصر
و أول هذه القوى هى اللوبى الصهيونى الأمريكى ، الذى كان يعمل جاهدا قبل الثورة على إجبار الجيش المصرى على تعديل مهامه الأساسية لتتواكب و أمن اسرائيل مما قوبل بالرفض من قيادات الجيش المصرى ما لم يلق رضاء المتغطرسة أمريكا و لا الصهاينة ، و لكنى كلى ثقة من قدرات جيشنا العظيم بكل قادته بأنهم لن يخذلوا مصر أبدا إن شاء الله و سيردون أعداءنا على أعقابهم خاسئين .
اللهم إحفظ مصر للمصريين و أعنا و ارفع عنا الفتن و المحن و رد كيد أعدائنا إلى نحورهم إنك ولى ذلك و القادر عليه ....آمين


ليست هناك تعليقات: